ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية: استطلاع جديد يظهر صداقة غير متوقعة!
اكتشف كيف تتطور العلاقات عبر الأطلسي بين ألمانيا والولايات المتحدة في عهد الرئيس جو بايدن.

ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية: استطلاع جديد يظهر صداقة غير متوقعة!
شهدت العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة تغيرات ملحوظة. بعد الأوقات المضطربة التي ارتبطت برئاسة دونالد ترامب، نشهد الآن عودة إلى التعايش الإيجابي. فقد أظهرت دراسة حديثة أن 71% من الألمان يقيّمون العلاقات مع الولايات المتحدة بأنها جيدة أو جيدة جداً ـ وهي زيادة حادة مقارنة بنحو 18% فقط في العام السابق. هذا التقارير مرآة.
وإلى جانب هذا التحسن في العلاقات عبر الأطلسي، زادت الثقة في الولايات المتحدة كشريك. ويرى حوالي 44% من المواطنين الألمان أن الولايات المتحدة هي الشريك الأكثر أهمية لألمانيا، تليها فرنسا مباشرة بنسبة 27%. تأتي هذه البيانات من استطلاع أجرته مؤسسة كوربر بواسطة Kantar Public.
مجموعة القيم
كما ساهم موقف ألمانيا داخل حلف شمال الأطلسي في تعزيز هذه التطورات الإيجابية. على مدى أكثر من 70 عاما، كانت المصالح الأمنية لأوروبا وأميركا الشمالية مرتبطة بشكل لا ينفصم. وزارة الخارجية يؤكد على أن العلاقات مبنية على القيم المشتركة والتجارب التاريخية. إن السلام والاستقرار والديمقراطية يربط بين البلدان عبر المحيط الأطلسي.
أحد الجوانب المهمة لهذه الشراكة هو التواصل الثقافي والاجتماعي والسياسي الوثيق. تعمل برامج التبادل لأطفال المدارس والطلاب والعلماء على تعزيز التفاهم والتعاون منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وهي جزء مهم من العلاقات عبر الأطلسي. تلتزم ألمانيا، مع شركائها، بنظام متعدد الأطراف قائم على القواعد.
تحديات الحاضر
وعلى الرغم من التقييمات المتفائلة، هناك تحديات يتعين التغلب عليها. ووفقاً لـ 31% من المشاركين في الاستطلاع، تظل أفغانستان واحدة من أكبر التحديات التي تواجه السياسة الخارجية الألمانية، في حين ينظر 55% إلى نفوذ الصين المتزايد بشكل سلبي. يؤكد 67% من الألمان أن العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة أكثر أهمية من علاقاتها مع الصين.
ونظراً لهذه الديناميكيات الجيوسياسية، فمن الواضح أن التعاون عبر الأطلسي لا يحمل أهمية تاريخية فحسب، بل إنه يشكل أيضاً أهمية بالغة لتحقيق الاستقرار العالمي في المستقبل. وتواجه الحكومة الفيدرالية المقبلة التحدي المتمثل في مواصلة تعزيز هذه العلاقات مع التركيز في الوقت نفسه على الأمن الدولي والقضايا البيئية.
أخيرًا، يُظهر المزاج الحالي في ألمانيا أن الصديق الأمريكي السابق يحظى بشعبية كبيرة مرة أخرى. الناس على استعداد لاتخاذ مسارات جديدة مع شريكهم عبر المحيط وتجديد الروابط القديمة. ومع أخذ الهدف المشترك في الاعتبار، فمن المؤكد أن العلاقات عبر الأطلسي ستلعب دورًا مهمًا في السنوات المقبلة. وتؤكد مؤسسة كوربر ذلك أيضًا من خلال استطلاعاتها التي تظهر دعمًا واسع النطاق لسياسة خارجية نشطة.