طالب العبدالمحسن في محاكمة ماغديبورغ: مؤامرة أم صدفة؟
طالب العبد المحسن، المتهم في محاكمة سوق عيد الميلاد في ماغدبورغ، يطرح نظرية المؤامرة أثناء استجوابه.

طالب العبدالمحسن في محاكمة ماغديبورغ: مؤامرة أم صدفة؟
وفي ماغدبورغ، يتصدر المسلح المتهم طالب العبد المحسن عناوين الأخبار بعد أن قدم استراتيجيته الدفاعية ونظرية المؤامرة الغريبة في جلسة استماع أولية. وفي 20 ديسمبر من العام الماضي، نفذ عبد المحسن هجومًا مدمرًا على سوق عيد الميلاد، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 300 آخرين. وبدأت محاكمته في 10 نوفمبر 2024، وتجري في محكمة ماغدبورغ الإقليمية، التي تعمل تحت أعلى درجات المراقبة الأمنية. وجرى اليوم الثاني من المحاكمة مؤخرا، ومن المقرر أن تستمر المفاوضات في إجمالي 47 يوما، قد تستمر حتى 12 مارس 2026. وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت القضية الأكبر من نوعها في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب.
وقدم العبد المحسن (51 عاما) سلسلة من الأقوال المربكة والمتناقضة أثناء التحقيق معه. وقال إن السلطات الألمانية تروج عمدا لأسلمة ألمانيا. حدث ذلك بينما ذكر في الوقت نفسه أنه كان يائسًا عند تنفيذ الهجوم وأنه لم يكن يهاجم الناس على وجه التحديد. ووصف مشهداً مزعجاً مع امرأة كانت على زجاج سيارته الأمامي، وأكد أنه عانى مع نفسه حتى اللحظة الأخيرة. وعندما سُئل عن سبب استهدافه لسوق عيد الميلاد، ادعى أن ذلك كان "محض صدفة"، وشدد على أنه ربما لم يكن قادرًا على استئجار السيارة لو تأخر 15 دقيقة.
عدم الثقة في السلطات
ويبدو أن أحد العناصر الأساسية في الدفاع عن عبد المحسن هو استياءه من السلطات الألمانية. واتهم الشرطة بعدم أخذ شكاواه على محمل الجد، وانتقد ظروف السجن التي اعتبرها غير مناسبة. ووفقاً لأقواله، لم يُمنح سوى شريحتين من الخبز أثناء احتجازه. أثناء المحاكمة، لوح بجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به برسائل فظة وأعلن إضرابًا عن الطعام، وتدخل رئيس المحكمة ديرك ستيرنبرغ وأوضح أن المحاكمة يمكن أن تستمر بدون حضوره.
وجه الادعاء ادعاءات خطيرة ضد عبد المحسن، تشمل ما يصل إلى ست تهم بالقتل والشروع في قتل 338 شخصًا. وقد تؤدي هذه الجرائم إلى السجن مدى الحياة نظرا لخصائصها التي توصف بـ "الخيانة" و"الخطيرة على الجمهور". وسيلعب ماتياس بوتشر، المدعي العام الأول، دورًا مركزيًا في الإجراءات، بينما سيحاول محاميا الدفاع، توماس برايتر وتوماس روتكوفسكي، حماية عبد المحسن من الأسوأ.
الأمن والإرهاب في أوروبا
كما ألقت الأحداث التي وقعت في ماغديبورغ بظلالها على الوضع الأمني في جميع أنحاء أوروبا. في عام 2023 كانت عالية البرلمان الأوروبي وقد تم تسجيل العديد من الهجمات الإرهابية والاعتقالات، مما يعيد قضية الإرهاب إلى الواجهة. وعلى خلفية هذه الأحداث، من المهم جدًا أن تعمل الدول الأعضاء على تحديد المحتوى الإرهابي على الإنترنت والقضاء عليه. وفي هذا السياق، طور اليوروبول أداة لإرسال هذا المحتوى إلى مقدمي الخدمات عبر الإنترنت، وهي خطوة تظل ذات صلة بالنظر إلى التطورات الأخيرة.
وأخيرا، تظهر قضية العبد المحسن مدى تعقيد وخطورة المواجهة مع التطرف والإرهاب. وسوف يستمر الخطاب العام والتحديات القانونية التي تنشأ عنه في اكتساب أهمية كبيرة في الأشهر المقبلة. عيون الأمة تتجه نحو ماغدبورغ، ويبقى أن نرى ما هي التقلبات الإضافية التي ستجلبها هذه المحاكمة المذهلة.